انسحاب الاتحاد الشعبي الجمهوري من كتلة المستقبل

انسحاب الاتحاد الشعبي الجمهوري من كتلة المستقبل

 تكونت كتلة المستقبل في مستهل الدورة النيابية الأولى بمبادرة من الاتحاد الشعبي الجمهوري وثلة من النواب المستقلين و المتحزبين على أن تكون كتلة تقنية بما يعني الإمساك عن توظيفها في المسائل السياسية. 

 و مع أن الاتحاد الشعبي الجمهوري كان الطرف الأهم فيها عددا بنوابه الثلاثة إلا أنه لم يضع شروطا للانضمام للكتلة و تعامل مع جميع مكوناتها على قدم المساواة. و لم يكن لنا من هدف في تكوين الكتلة سوى الاستفادة من الامتيازات الإدارية وعضوية اللجان القارة التي يتيحها التواجد داخل كتلة برلمانية. وتم الاتفاق بين الأطراف على التناوب على رئاسة الكتلة كل 6 أشهر بين أعضاء الكتلة وان تعهد الولاية الأولى لنائبنا الدكتور عدنان بن ابراهيم. و خلال هاته المدة التزمنا بعدم التحدث باسم الكتلة في المسائل السياسية إلا إذا كان هناك إجماع واتفاق مسبقين. و لم نقحم الكتلة خلال المشاورات التي رافقت تكوين حكومتي السيدين الحبيب الجملي و إلياس الفخفاخ .

 إلا أنه بعد إعلان الاتحاد الشعبي الجمهوري انسحابه من المشاورات تمت كذلك دعوة أطراف أخرى من كتلة المستقبل للتشاور معها. وتفاجأنا بتصريحات ومواقف سياسية تتحدث باسم الكتلة وتقحمنا قسرا في مشاورات أعرضنا عنها. و في ذلك خرق وزيغ عما سبق الاتفاق عليه كتابيا عند تكوين الكتلة. وهو ما دفع المكتب السياسي لحزبنا خلال شهر فيفري 2020 إلى إعلان نيته الانسحاب من الكتلة. لكن بعد محاولات وتعهدات كتابية من زملائنا داخل الكتلة تم التراجع عن القرار وتمكين الكتلة من فرصة جديدة .

 الا ان هاته الممارسات لم تتوقف ، بل تتالت و من أكثر من طرف، و اخيرها على هامش تكوين حكومة السيد هشام المشيشي الذي أصر على التشاور مع بعض أطراف الكتلة متجاهلا الاتحاد الشعبي الجمهوري رغم مراسلتنا له كتابيا و إعلامه بأن كتلة المستقبل كتلة تقنية و لا توحدها مواقف سياسية وعن استعدادنا للتشاور معه. 

 و يتفاجأ الاتحاد الشعبي الجمهوري باقحام كتلة المستقبل في تحالف برلماني يسند حكومة المشيشي ويضم كلا من حركة النهضة و ائتلاف الكرامة و حزب قلب تونس وهو الذي لم يمنح الثقة للحكومة. و صدرت تصريحات ومواقف لبعض المنتمين لكتلة المستقبل أدت الى ضبابية ولبس حول مواقف حزبنا لدى الرأي العام. 

 والاتحاد الشعبي الجمهوري متفرد بفكره و طرحه السياسي ولا يمكن أن يدخل في تحالفات أو توافقات سياسية مع أطراف أخرى هدفها الوحيد التموقع وتحقيق مغانم انية وخاصة. 

 و عليه فإنه يعلن اليوم انسحابه النهائي من كتلة المستقبل. سيواصل نوابه عملهم البرلماني بنفس العزيمة و الثبات الذي أظهروه في السنة الأولى من المدة النيابية الحالية خدمة لما عاهدوا عليه المواطنين والوطن. كما نتمنى لاخواننا النواب في الكتلة التوفيق و السداد في أعمالهم النيابية، و ندعوا بقية النواب لتغليب المصلحة العامة، و الارتقاء بالعمل النيابي، و الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعطل و يرذل أعمال المجلس حتى يستعيدوا ثقة المواطنين في مجلسهم النيابي و في الأحزاب السياسية. 

 عاش الاتحاد الشعبي الجمهوري

 عاشت الجمهورية

 عاشت تونس حرة منيعة

 د لطفي المرايحي

 اﻷمين العام