يتابع الاتحاد الشعبي الجمهوري بانشغال عميق ما آلت إليه أوضاع البلاد من دمار إقتصادي وما أصاب مؤسسات الدولة من وهن منذر بالتفكك. ويحمّل الاتحاد الشعبي الجمهوري مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع إلى جميع من هم في السلطة: التنفيذية والتشريعية فكلهم ضالعون في المناورات التي حالت دون استقرار البلاد، والسعي الحثيث الى إخضاع أجهزة الدولة خدمة لأجندات لا يخفى فيها الدور الخارجي.
إن الاتحاد الشعبي الجمهوري يدين صراحة:
● حركة النهضة باعتبارها مشاركا قارا في جميع الحكومات المتعاقبة منذ عشر سنوات ، وبناء عليه يحملها وزر الحصيلة الكارثية لهذه الفترة، بدء بحكومة حمادي الجبالي مرورا بحكومة علي العريض، وصولا إلى حكومة يوسف الشاهد الكارثية تلك التي ارتهنت سيادة البلاد ومقدراتها وتم فيها مأسسة الفساد وجعله خيار الدولة مع ذلك ظلت النهضة تدعمها إلى آخر رمق بدعوى الإستقرار السياسي. وبنفس التعلة تدعم اليوم حكومة الصدفة والفشل برآسة المشيشي.
● الرئيس قيس سعيّد، الذي يفترض أن يكون رمز الوحدة الوطنية والحَكَم عند الشدائد فإذا به تحوّل الى عنصر توتير دائم للحياة السياسية، بمواقفه المتعنتة وخطاباته الشعبوية المخيبة للآمال والمثيرة للتفرقة بين التونسيين. وعوض ان يمارس صلاحياته تحوّل الى معارض ينتقد الجميع ولا يقدم شيئا. فإن كان لسعيّد ما يفعله فليقم به أو فليصمت الى الابد.
و بناء عليه فإن الاتحاد الشعبي الجمهوري يدعو الشعب للاستفاقة واليقظة، والنأي بنفسه عن معارك لا ناقة له فيها ولا جمل ، معارك حول السلطة والاستحواذ عليها بين ممن سطوا عليها وفشلوا بعد الثورة وبين من كانوا شهود زور على استباحة البلاد وتحويلها الى مرتع للفساد و المحسوبية في ظل حكم بن علي والطرابلسية وبرعاية رسمية من التجمع. ذات الصنف من الانتهازيين يعود ليطفو على مسرح الأحداث اليوم تحت ما يسمّى زورا وبهتانا الحزب الدستوري الحر، موهما التونسيين أنه رمز الشرف والوطنية ومن تعتبر من القيادات و هي في الحقيقة ليست إلا عنوانا للانتهازية والوصولية.
يا شعبنا الأبي ان معركتنا الحقيقية هي مع تدهور المقدرة الشرائية و مع الفقر و مع البطالة التي تفاقمت ، مع التجهيل وتدهور التعليم والتبعية للأجنبي. وما كانت حالنا لتكون بهذه الدرجة من التردي لولا فاسدو الأمس و اليوم
وحيد مشري
عضو المكتب السياسي